منذ صغره أحب الشاب الإماراتي حميد البقيش، تربية الحيوانات، بداية من القطط والكلاب، وصولاً إلى اقتناء النمور والأسود في منزله! ثم أصبح مدرباً وخبيراً في التعامل مع الحيوانات المفترسة.. عن هذا العالم البري، وأصعب اللحظات التي عاشها، ومما يخاف.. جاءت ردود البقيش.
متى بدأت تربية الحيوانات البرية؟
منذ صغري أحب الحيوانات كلها وبجميع أنواعها، القطط والكلاب وغيرها، وكبر معي الموضوع ووصل إلى تربية الأسود والنمور والفهود، وغيرها من الحيوانات البرية والمتوحشة.
ماذا كان أول حيوان مفترس اقتنيته؟
كان «الفهد الصياد» وكان عمري وقتها 19 عاماً، وكان سعره حوالي 35 ألف درهم، ولأن المبلغ كبير لا أتحمله وحدي، طلبت من أبي وأمي مساعدتي، وبالفعل ساعدني والداي، ولم يتبق من الثمن إلا 5000 درهم أعطتني إياها جدتي، بسبب إصراري على شرائه. وبالفعل ذهبت لشخص يبيع الحيوانات المفترسة، ولأنني كنت صغيراً ولا أعرف الكثير عن هذه الحيوانات، قال لي ذلك الرجل إنه حيوان أليف ولا يهاجم، ولكني في البيت وجدته مختلفاً تماماً عما قيل! فالفهد رغم أنه كان صغير السن، كان يهاجمني ويعضني! وفي إحدى المرات هاجمني بشدة وعضني في أكثر من مكان من جسمي.
وماذا فعلت معه بعد ذلك؟
تعلمت ترويضه تدريجياً، فأصبح يعرفني وبدأت أتقرب منه. ولكن للأسف مات هذا الفهد بعد ثلاثة أشهر فقط من شرائي إياه!
ألم تجعلك تلك التجربة تغير رأيك في هذه الهواية الخطيرة؟
لا، بل العكس تماماً هو ما حدث معي! حيث تمسكت بها أكثر، لأنني أحب هذه الحيوانات رغم علمي بخطورتها، وهذه هي المشكلة، فالحيوانات لديها جاذبية مثل الغواية! وعندما تقع في حبها لا تستطيع كرهها أو البعد عنها. فذهبت إلى مدربين أسود محترفين، كلهم قالوا لي اضرب الحيوانات بالعصى ستخاف منك وتحترمك، لكني لا أتعامل هكذا مع حيواناتي، فأنا حتى الآن لا أدخل على أسودي بعصي أو كرباج، فأنا أتعامل معها كأنها أصحابي، كما أنني لا أخاف منها، لأن الأسد لو شعر أنك خائف منه سيهاجمك.
ما هي الحيوانات المفترسة التي تمتلكها الآن؟
مجموعة من الأسود (6 أسود) ونمران، أعمارها بين 5-4 سنوات، فأنا أحب الأسود أكثر من النمور ومن أي حيوان آخر.
ماذا كان رد فعل أسرتك تجاه هذه الهواية الغريبة؟
عندما أخبرت أهلي بأنني سوف أشتري أسداً بعد أن مات «الفهد الصياد»، لم يعارض أبي، وكان دائماً يشجعني؛ فهو من أعطاني المال لشراء الأسد.
ماذا عن الوالدة؟!
(يضحك) أمي رفضت في البداية هذا الأمر، ومازالت، لكنها مع ذلك لم تمنعني من تربية الحيوانات. وحالياً يزداد خوفها علي بعد انتشار صوري وفيديوهاتي مع الأسود، على Instagram وYouTube، وأنا أمزح مع الحيوانات وألاعبها، فأحاول أن أبعد عنها هذه الصور كي لا تقلق أكثر.
هل يستطيع أي شاب تربية الأسود؟ وهل هناك سن معينة لذلك؟
بالتأكيد لا، فتربية الأسود تتطلب استعدادات كثيرة لا توجد لدى أي شاب. والأمر لا علاقة له بالجسم والعضلات، وإنما بالشجاعة والحكمة في التعامل مع هذه الحيوانات المفترسة. أما بخصوص السن، ففي رأيي فإن تربية الحيوانات المفترسة مثل الأسود لها عمر معين، يبدأ من 21 سنة، لأنه قبل هذا العمر لا يمتلك الشاب القوة أو المسئولية لتحمل تربية الحيوانات المفترسة.
وكم تبلغ تكلفة تربية الأسد تقريباً؟
الأسد الواحد تكلفني تربيته في الشهر من 5-3 آلاف درهم.
هل يتسبب اقتناؤك هذه الحيوانات بتهديد الجيران أو حدوث مشاكل معهم؟
أهم ما في تربية الحيوانات المفترسة هو «الأمن»، وهذا بالنسبة لي لا جدال فيه، فهؤلاء الناس قبل أن يكونوا جيراناً فهم أهلي، تربيت بينهم ومعهم ومع أبنائهم، وبالتالي فمن المستحيل أن أهددهم أو أكون خطراً عليهم. لكن إحدى الجارات قدمت ضدي مرة شكوى للشرطة، بدعوى أنني أهددهم وأهدد حياتهم، ولكن اتضح في النهاية أن الأمر مدبر!
كيف؟!
بعد أن حصلت على اعتراف عالمي بأنني أول مروض ومدرب أسود إماراتي وخليجي، سبب هذا غيرة أحد مروضي ومدربي الأسود، فدبر مع تلك المرأة ذلك البلاغ الكيدي، إلا أن الشرطة بعد التحريات اكتشفت كذب البلاغ, وأنني لا أعرض حياة الآخرين للخطر.
هل حدث أن هاجمك أحد أسودك؟
لا، لم يقم أي من الأسود التي أمتلكها بالهجوم علي، ومنذ أن هاجمني «الفهد الصياد» وأنا صغير، لم أتعرض للهجوم من الحيوانات المفترسة.
أخبرنا عن مواقفك الطريفة مع هذه الحيوانات!
في إحدى المرات كنت وصديق لي نقف خارج القفص، وكنا نتبادل الدعابة فقام بجذبي ودفعي على القفص، وكان أحد الأسود قريباً ويبدو أنه اعتقد أن صديقي يحاول إيذائي، فحاول تسلق القفص والخروج منه والهجوم على صديقي، وهذا الفيديو موجود على حسابي على Instagram، وله شعبية كبيرة جداً.
كما أن أغلب الناس لا يعرفون أن الأسود المتوحشة والمفترسة هي حيوانات منظمة جداً في حياتها، وتحب الدلال والدعابة، فهي أحياناً تحبسني في القفص لمدة تزيد عن الساعة لأنها تريد اللعب معي، وتريدني أن أقوم بتدليلها وتدليكها وتسريح شعرها..!
أنت متزوج ولديك طفل صغير.. هل تدخله معك القفص؟
بالتأكيد لا، ففي النهاية هذه حيوانات مفترسة، ولا يُؤمن غدرها، فهذا فيه خطر كبير على ابني، ولست مجنوناً لأعرض حياته للخطر.
وماذا لو طلب منك في المستقبل تربية الأسود.. هل ستوافق؟
إذا كان يحب الأمر ويفهم ماذا تعني تربية الأسود، ولديه الشجاعة اللازمة لذلك، فلم لا؟!
كيف أصبحت نجماً تليفزيونياً بسبب أسودك؟!
منذ عامين اتصل بي صديقي الفنان الكويتي محمد الصيرفي، وعرض علي فكرة برنامج كوميدي مثل «الكاميرا الخفية» باستخدام أسودي، وكانت الفكرة أن نقوم بتصوير الفنانين في أحد المنازل بينما يمر أسد بجوار أحدهم. لكن اقترحت عليه أن تكون الشخصية في مكان واحد مع الأسد، بأن ندخل عليها الأسد لنرى ردود أفعالها، وبالفعل تم تنفيذ البرنامج، وعرض في رمضان قبل الماضي باسم «الكينج وصل»، ولاقى نجاحاً كبيراً، ونحن بصدد الاستعداد للجزء الثاني ليعرض في رمضان المقبل.
وهل تسبب البرنامج بمشاكل مع الفنانين؟
ليست مشاكل بالمعنى الحرفي، لكن هناك فنانة ادعت أننا خدعناها، لكن المحكمة حكمت لنا وأظهرت كذب ادعائها!
هل لديك أعمال فنية أخرى؟
نعم، فقد شاركت في إعلانات لشركات عالمية في اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا، وغيرها.
أنت معروف بين أصدقائك بحميد قلب الأسد.. ما صحة هذا اللقب؟!
الناس تعرف أنني حميد البقيش، مدرب الأسود الذي يمتلك عدداً منها، ولذلك يتخيلون أنني قادر على مصارعة أي شخص! فأنا لا أخاف من الأسود فكيف أخاف من البشر؟! لكن هذا غير صحيح، فأنا إنسان مسالم، بل أخاف أكثر من غيري، وعندما أسافر بالطائرة أصبح مثل الأطفال، وأشعر بخوف شديد!… ولو عرفت أسودي ذلك عني لقتلتني!